الاثنين، 14 نوفمبر 2016

أخذ مال الغير بغير رضاه(اكل مال الناس)



 الحمد لله العزيز التواب الغفور لمن تاب وأناب وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد: ومن الطرق التي تؤخذ بها أموال الناس بالباطل: أخذ المال عن طريق القوة وهو الغصب، وكذلك عدم إرجاع الأمانة، أو الوديعة إلى أهلها، فإنه من الطرق المحرمة في جمع المال.

فلا يحل لك أيها العبد من هذا المال شيء حتى ترجعه إلى أهله، وتطلب منهم المسامحة.

أيها الإخوة في الله: إن ما سبق الكلام عنه إنما هو أخذ مال الغير بغير رضاه بغير حق أما إن كان بحق كأن يأخذ الإمام مال من لم يؤد الزكاة فهذا جائز، بل يجب أخذ الزكاة منه لأنها حق واجب.

"فاتقوا الله عباد الله واحذروا أسباب سخطه، وتجنبوا أسباب غضبه، فإنه -جل وعلا- غيور إذا انتهكت محارمه، وقد ورد في الحديث الصحيح: (لا أحد أغير من الله)14، فجنبوا أنفسكم وأهليكم المال الحرام، والأكل الحرام، نجاة بأنفسكم، وأهليكم من النار التي جعلها الله أولى بكل لحم نبت من الحرام، كما أن المأكل من الحرام سبب لحجب الدعاء، وعدم الإجابة؛ كما صحَّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}(51)سورة المؤمنون، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (172) سورة البقرة } (172) سورة البقرة، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمة حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك؟!).

فدل ذلك على أن عدم إطابة المطعم وعدم حلية المأكل مانع من استجابة الدعاء، حاجب عن رفعه إلى الله -تعالى-، وكفى بذلك وبالاً، وخسراناً على صاحبه نعوذ بالله من ذلك. وقد دعانا الله تبارك وتعالى إلى وقاية أنفسنا وأهلينا من النار، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم .

والله المسؤول أن يجعلنا، وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، والملتزمين بكتابه وسنة رسوله، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وأن ينصر دينه وأهله، ويعلي كلمته".

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي