الأحد، 11 ديسمبر 2016

المفرقعات 16 مليار دينار يحرقها الجزائريون ليلة المولد في عز التقشف


لا يمكن لذكرى المولد النبوي الشريف أن تمر في الجزائر دون سماع دوي ال«تي.آن.تي»، كما لا يكمن لأي عائلة جزائرية أن تحيي الذكرى دون فرقعة 5 دنانير قيمة أرخص مفرقعة في السوق... قصة الجزائريين مع المفرقعات لا تنتهي بنهاية كل ذكرى... ليبقى السؤال دائما يطرح... كم يحرق الجزائريون من مليار في حرب «المفرقعات»؟
 استناداً إلى أرقام الهيئة الوطنية لتطوير الصحة وترقية البحث بوجود 4 ملايين أسرة جزائرية، واستنادا إلى مؤشرات الواقع الجزائري بوجود أسر جزائرية تستهلك ما قيمته 20 ألف دينار، مع العلم أن عائلات جزائرية لا تترد في شراء «تيتانيك» وهو عبارة عن سفينة تطلق أكثر من 500 نوع من المفرقعات وهي الأغلى في السوق الجزائرية بثمن يقدر ب30 ألف دينار، فيما تستهلك أسر معوزة كأقل ثمن ما قيمته 500 دينار جزائري وبأخذ متوسط يقدر ب4000 دينار لمجموع 4 ملايين أسرة نجد أن العائلات الجزائرية تنفق حوالي 16 مليار دينار كمبالغ مالية باهظة تفرقع في ليلة المولد والليالي التي تسبقها.من جهة أخرى، تكشف مصادر من الجمارك الوطنية عن حجز ما قيمته 14 مليار دينار ل70 حاوية منها 20 حاوية مفرقعات تم حجزها منذ بداية السنة، فيما توجد 50 حاوية بمختلف موانئ الجزائر تم حجزها السنة الماضية، قيمة كل حاوية 2.5 مليار دينار. هذا وأكدت مصادرنا أن قيمة المفرقعات المتداولة في السوق تفوق 10 ملايير سنتيم عبر مختلف ولايات الوطن، مبلغ مثل هذا يؤكد مقاولون في البناء أنه بإمكانه بناء مشروع سكني يتكون من 200 شقة بكامل متطلبات الحياة من مرافق صحية، مدرسية وبكامل تجهيزاتها..، 16 مليار دينار أيضا بإمكانها أن تستورد ما قيمته ربع الكمية المستوردة من القمح سنويا، 16 مليار دينار أيضا بإمكانها أن تقدم كقروض للشباب لفتح مناصب عمل، مشاريع استثمارية،... 16 مليار دينار تفتح في كل بلدية من بلديات العاصمة على الأقل 04 محلات تجارية... بالإضافة إلى أرقام استهلاك الجزائريين للمفرقعات تتصاعد منحنيات ضحاياها، حيث أحصت المديرية العامة للحماية المدنية 1500 تدخل العام 2015، وأغلبها حرائق تسببت فيها الشموع التي تبقى مشتعلة في البيوت الجزائرية أمام وقوفهم مطولا في شرفات المنازل من أجل مشاهدة أضواء المفرقعات. حبّ الجزائريين وتعلقهم بالمفرقعات من سنة إلى أخرى على عكس كل الشعوب العربية أسطورة مستوحاة أصلا من تقليد أعياد الغرب في الاحتفال بمولد المسيح عن طريق إشعال المفرقعات، غير أن الفرق بين أوربا والجزائر أن الكمية المستهلكة هناك يتم استيرادها وفق كميات محددة وبقيمة محددة ولا يحق استعمالها لا في الطرقات ولا في المنازل وإنما يتم إشعالها عشية ذكرى مولد المسيح من السلطات المسؤولة ويكتفي المواطنون بمشاهدتها وأخذ صور تذكارية ليلتها. أما هنا في الجزائر فترمى عمدا حيث يتم التبادل والرشق بالمفرقعات بين الجيران، الأطفال وحتى الكبار، فمن الظلم أن نلصق جرم انتشارها بشريحة الصغار، كون الكبار هم من يشترونها لأطفالهم، ليتم عشية كل ذكرى من مولد المصطفى حرق حوالي 16 مليار في ليلة أشبه ما تكون «بحرب المفرقعات».
 حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي، في تصريح ل "الشروق اليومي" من المضاعفات الصحية غير المباشرة للمفرقعات الكبيرة الحجم التي تنبعث منها أصوات مدوية قد تتسبب في تمزيق طبلة الأذن أو التأثير النسبي عليها والذي يتحول مع مرور الوقت إلى مرض يتسبب في الفقدان التدريجي لحاسة السمع وخلل في عمل المخ على غرار ما حدث لكثير من الأطفال.وأضاف أن المفرقعات تحتوي على مواد كيميائية خطيرة ومجهولة يتسبب انبعاثها في أضواء تأثر على وظيفة العين التي تعتبر العضو الأكثر حساسية في الجسم، حيث تتعرض لحروق على مستوى الملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى الفقدان الكلي للبصر، ناهيك عن التشوهات الخلقية والحرائق وبعض حالات الإعاقة الناتجة عن هذه المواد.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي